رسالة إلى الفاروق
كتب : المستشار عبدالكريم مقلد
وكأنها ..... من عمرو بن العاص والي مصر إلى الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين.
أما بعد: فقد عرضت علينا بمصر فيالق الجند و الجيش ، وقد اعدوا ما استطاعوا في الكم والكيف ، وأعدوا الكنانة والسهم والسيف ، هم الأنصار بعد أنصار المدينة ، و درع الوطيس في حرب المكيدة ، لم يدانيهم في العرب أحد في دك الحصون ، ولم يدانوهم في علوم الكر والفر مع آل صهيون ، وتجرع اليهود حرب من بعد حرب منهم الأَمْرَ ، فكان فيهم نزيف ناصر ثم أسد سادات أنور ، في يوم كيوم بدر في الشهر الأغر ، وكأنهم سيف علي الكرار في خيبر ، ليس أصدق منهم رمية وأبر ، وكان من جند مصر العجاب كما كان من علي في خلع الباب ، وقد خلعوا بنصر الله الحصون أبواب ، و عند قنطرة السويس فازوا و سادوا ،وقد مسحوا الدمع عن رهف الأرض الباكية ، وأعادوا لها قبلتها شطر مسجدها ، وقد خلعوا منها النعال الكفرة الفجرة بأرض واديها المقدس طوى ، ثم جنحوا للسلم ، بعد ما أذلوا فيهم الكبر ، وكبشوا فيهم الكباش ، واعادوا ما كان بعد المداولة والنقاش .....، وتعاظم مجيئ اليهود في أرض الميعاد لفيفا ، وقد هوى الله بهم بمعقل وعد الآخرة ، بعد ما باؤوا بغضب من الله ، وقد تناسخت افعالهم من شر سلف لأشر خلف ، وما استكانوا عن جرم ، ولم يسلم منهم حجر ولا مدر ولا نفس ولا شجر ، ولم يرحموا طفلا ولا شبيبا ولا شيبا ، واثخنوا في الدماء ، وأشبعوا الأرض من دمائهم ارتواء ..... ، وتكبل غيظ جند مصر بالحذر ، وحفظوا عهد ما عاهدوا على حرف وخطر ، وقد إحيط بهم من أئمة الكفر وأولياء الشيطان ، ولم يبقى غيرهم من جند سنم الإسلام في سند الجوار ، وابتلت العروق بصهارة دماء النار ، وتزلزلت قيعان القلوب من هول وثبار ، وقد تأججت الهمم بطلب الثأر ، وقد نضلوا السهام بالأوتار ، وترقبوا متى يؤمروا بالقتلة الفجار .
هذا بلاغنا مع مسلم من الرعية ، وللحديث بقية ، عما كان وما هو قائم لتعلم أن خير الأمة في خير رباطها إلى يوم الدين
تعليقات
إرسال تعليق