القائمة الرئيسية

الصفحات

المستشارة جيهان الشاهد تكتب: انهيار الذوق العام


لما تدمن المحتوى الهابط بما فيه من مفردات سوقية ، وأفكار مشوهة ، ومخارج حروف مبهمة لشخص معدوم التعليم والثقافة وكمان مسطول ومش عارف بيقول إيه... 
لما أُذنك تعتاد البذاءة الصريحة على خلفية من التلوث السمعي والضوضاء باعتبارها "مهرجانات" بتسمعها كل يوم لدرجة اعتبارها خلفية للحفلات والأفراح..

لازم تلاقي رد الفعل العجيب اللي مكانش شايف أي مشكلة في أسلوب الكلام في فيديو الدكتورة وسام شعيب .
ببساطة لأن عقله اتعمل له conditioning تدرب على استهلاك السموم ، فاتعود ينبش في النفايات بحثا عن أي كسرة قد تكون صالحة للاستهلاك الآدمي فيبتلعها بدون تفكير. بقى متعود على القبح ومنقوع فيه ونفسه متشبعة به فوعيه تشوه لدرجة إنه أصبح مش شايف القبح ومش شاعر بالأذى من التعرض له. 

لو انت مع الفريق اللي بيشجع ، أو مع الفريق اللي بيقول نناقش الأفكار ونتجاهل الأسلوب (رغم إن الأفكار نفسها مصيبة) فأنصحك تصارح نفسك بإدمانك للقبح : 
شوف بتسمع مين ، وبتتفرج على إيه ، وبتحب مين من المشاهير السرسجية الجدد ، وبتتابع مين من مشاهير السبوبة أونلاينة، وإيه المعلومات التافهة والخاطئه والمشوهة اللي داخلة دماغك كل يوم . أوعدك هاتلاقي معظمها من العينة المذكورة وانت بقيت متعايش معاها عادي ومش شايف مشكلة . 
وهذا أحد أسباب التحذير المستمر من التهاون في استهلاك نفايات الأفكار والفنون لإنها زي الأكل الفاسد بالظبط بس خطرها أكبر ، بتدمر صحتك العقلية والنفسية وانت مش حاسس لإنك مش شايف الأعراض زي الأمراض العضوية ، فمش هاتبحث عن دواء إلا بعد ما يتم التدمير الكامل وتلاقي نفسك عايش ميت بالمنظر ده .
اللي مش مستوعب اللي بقوله هاقولك تجربة عملية جربها هتتأكد من صحة كلامي : 
شغل قرآن لقارئ تكون بتحبه لمدة ٥ دقائق بس.. وفجأة اقفله وافتح مهرجانات.. وشوف هاتحس بإيه؟ نفسك هايحصل لها إيه ، ولو أول ١٥ ثانية بعد النقلة الفجائية ستتعجب وتندهش من الوهلة الأولى.

تعليقات