《الخرس الزوجي》
يكتبه د/سهير سيد الخبير التعليمي و التربوي
الخرس أو الصمت الزوجي أو السكوت السلبي للزوجين:
هو حالة من البرود أو الفتور تصيب الزوجين في مرحلة ما من حياتهم، والتي تظهر في ضعف التفاعل اللفظي والعاطفي، وغياب لغة الحوار بينهما، وانشغال أو تشاغل كل منهما عن الأخر بأموره الخاصة حيث لم يعد بينهم قواسم مشتركه، فقد لا يتحدث أياً من الزوجين طوال اليوم سوى عن الإحتياجات الروتينية اليومية للبيت والأولاد، دون معرفة احتياجات أو مشاكل الطرف الأخر النفسية، مما يؤدي إلى عدم التفاهم في حل المشاكل أو الصعوبات التي تواجههم ويشعر كلا الطرفين ان العلاقة الزوجية وصلت إلى طريق مسدود..
ومن اهم علامات الخرس الزوجي: إهمال العلاقة الحميمة، مما يولد شعور بعدم الرضا عن الحياة الزوجية، إضافة إلى الكفاح من أجل قضاء الوقت معاً بحيث يبدو التواجد مع الشريك الأخر وكأنه شيء مجبر عليه ، مع عدم مشاركة الإهتمامات، وقيام كل طرف بالتخطيط بشكل منفصل، وصبغة أي حوار بينهم بالهجوم والنقد المستمر، بالإضافة إلى الحنين إلى حياة العزوبية مع الندم والحسرة على اتخاذ قرار الزواج ، يأتي (التوقف الكلي) عن "الجدال" والذي يتم ترجمته على انه المسمار الأخير في "نعش الحياة الزوجية" ويكون الزواج كأنه إنفصال مُقَنع.
ومن اهم أسباب حدوث الخرس الزوج:
يتعجب من يرى ما وصل إليه الزوجين من حالة الصمت الإختياري بعد ان كانا في فترة الخطوبه عاشقين يتحدثان بلا انقطاع، ويعقبها فترة زواج هادئة، إلى ان تأتي مرحلة ضبابية يعتقد فيها الزوجين بأن الزواج قد (انتهى العلاقة)، وبنظرة عميقة للمشكلة نجد أن في بدايه التعارف يكون الطرفان غرباء لأن كلاهما لا يعرف معلومات عن الاخر، ثم يبدا التعارف والأحاديث الكثيرة في فترة الخطوبة ثم يعقبه الزواج والذي يعرف الطرفان كلا منهما فيه تمام المعرفة، ثم تبدا الخلافات ويبدا اتخاذ (التباعد) والصمت كحل لتقليل الخلافات، مما يجعل علاقتما تتم بالغموض ولا يعرف احد عن الاخر شىء فيرجعوا (غرباء) كما بدأوا .
ومن اهم المشاكل التي تصل بهم لهذا الوضع ، المشاكل الأسرية والمادية، مع عدم توفر الوقت للتحدث، وارتفاع توقعات أحد الشركاء بحيث ينفصل عن واقع شريكه، مع عدم رغبة الشريك في مراعاة وجهة نظر الأخر.، فتصبح العصبية اسلوب اساسي للحديث ولتجنبها يتم اختيار السكوت.
كيف يمكن التخلص من الخرس الزوجي:
بالفعل يمكن التخلص من الخرس الزوجي وتجديد الحياة مرة أخرى، من خلال فتح آفاق من الحديث والتواصل والتفاهم مع اظهار الحب والتعاطف، خاصة إذا كان لدى الشريكين نِية إكمال العلاقة والعدول عن ذلك الموقف، فالتواصل (قرار)، وفيه حل يجعلك دوما واعي ومتذكر انً هناك شخص أخر في حياتك له حقوق عليك، لذلك يجب خلق الأجواء للتقارب ولو بتخصيص نصف ساعه يجلس فيها الزوجين معا لمشاهدة شيء معا أو قراءة قرآن او اللعب او الحديث في أمور عامه لا تتعلق بمشاكل البيت ، مع الاهتمام بالخروج في نزهة خارج المنزل؛ لكسر الروتين دون اصطحاب الأولاد، فمن المفيد في وقت الاصلاح عدم جعل دور الوالد يأكل او ينسي دور الزوج والزوجة.
حياتكم الزوجية تحتاج منكم كفاح لإبقائها حية نابضة بالحياة لتستطيع مواجهه كل ما يطرا عليها من عقبات، للفوز بالإستقرار الأسري الدافيء .
تعليقات
إرسال تعليق