يكتبه د/سهير سيد محمد الخبير التعليمي و التربوي
ماما .. انا مش قادر اعرف ايه حكمة ربنا من اللى حصل النهاردة
ليه حصل زلزال فى سوريا؛ مش كفاية الحرب ؟!!
وكمان تركيا بلد مسلمة ومش بتأذى حد!!
انا اسف يعنى بس ليه ربنا عمل كده؟!!!
جميل انك بدأت كلامك بالبحث عن الحكمة فيما حدث؛ لكن بلاش تقول ليه ربنا عمل كده؛ تأكد أنه خير حتى لو انت شايف أنه شر؛ قصة سيدنا موسى مع الخضر مليانة احداث غريبة اللى عاشوها اكيد كانوا فاكرين أنه شر (سفينة هتغرق/ولد صغير اتقتل)ماحدش كان عارف ان اللى حصل كان هو الخير
ما انا مش قادر اوصل للخير ده؛ واحد صاحبى بيقول اكيد ده حصل عشان نفتكر أن لينا اخوات مسلمين ونساعدهم وندعى لهم
لكن انا مش مقتنع بكلامه؛ فين الخير فى تدمير بلد متدمرة اصلا؛ وبلد تانية مسالمة وبتدافع عن الإسلام؛ هل يعنى تكفير ذنوب؟
انت شايف أنه تكفير ذنوب
بصراحة لا.. لأن فى دول تانى كتير مليانه معاصى وذنوب؛ كانوا هم أولى بقى بالعقاب ده
طب ليه اصلا شايفه عقاب؛ ما يمكن يكون تمهيد لحاجة مهمة هتحصل والله أعلم طبعا
ازاى يعنى مش فاهم
حرب سوريا والزلزال اللى حصل؛ كل ده يعتبر من الشدائد؛ وعلى مر التاريخ أؤكد لك إن الشدائد هى اللى بيطلع منها جيل قوى قادر على مواجهة الشر ونصرة الحق
يا ماما الناس ماتت؛ يعنى مفيش حد يواجه شر ولا غيره
ما هى الشدائد يا بنى بتحصل عشان يختفى الجيل اللى فيه ذل ومهانة وضعف؛ ويطلع جيل تانى اقوى وأقدر على حمل الأمانة
يعنى الحروب اللى فى دول تانية مسلمة برضو من الشدائد؟!
مفيش شك طبعا؛ وكل ما كانت الشدائد أصعب؛ كلما طلع جيل أقوى وأهلا للنصر
بس يا ماما الاطفال شكلهم صعب اوى؛ ومتشردين وعايشين فى خيم
طب تعالى نربط الواقع بقصص القرءان؛ عشان نقدر نفهم، فاكر قصة بنى اسرائيل لما رفضوا دخول الأرض المقدسة وقالوا لسيدنا موسى اذهب أنت وربك فقاتلا، ربنا حكم عليهم بإيه وقتها؟
تقريبا التيه فى الارض .. صح
تماااام ربنا حرم عليهم دخول الأرض المقدسة وكتب عليهم التيه، عارف تاهوا فى الارض كام سنة؟
مش فاكر
اربعين سنة يتيهون فى الارض؛ يصحوا كل يوم يخرجوا يبحثوا عن أى منفذ، يفضلوا كده لغاية غروب الشمس فيلاقوا نفسهم رجعوا لنفس المكان اللى بدؤوا الخروج منه الصبح، وهكذا أربعين سنة، تفتكر ايه الحكمة أنهم يقضوا المدة دى؟
وبعد تفكير قال:
اااه عشان يكونوا ماتوا يعنى ويطلع جيل غيرهم افضل منهم .. صح كده
بالظبط عشان يموت الجيل اللى اتربى تحت حكم فرعون واتعود على الذل والاستعباد؛ ده جيل لا يصلح لفتح
طب معلشى ماهو الجيل الجديد مين اللى بيربيه؛ ما هم الفاشلين دول
كلامك صح نفس الأشخاص اه؛ ولكن مش نفس البيئة والظروف
استنى فهمت
يا مسهل يارب
الجيل الجديد كده اتربى فى فترة التيه؛ يعنى فى الصحراء؛ وظروف صعبة وقاسية
تماااام احسنت؛ الجيل ده عانى خشونة الحياة؛ وعاش فى جو خلاهم يطلعوا مختلفين عن الجيل السابق لهم؛ فيكونوا أهلا للفتح بأمر الله
انت فاكر العملية حصلت فى فلسطين الاسبوع اللى فات؛ عارف اللى نفذها عنده كام سنة؟
٤٠ أو ٥٠سنة ؟
لا خالص ده كان شاب صغير ٢٢ سنة؛ يعنى اتولد لاقى بلدة محتلة؛ والعدو رايح جاى يظلم ويقتل ويسرق وينهب؛ ذاق خشونة الحياة وعاش شدائد كتير؛ صنعت منه بطل قوى
تمام فهمت؛ يعنى الأطفال العايشين فى خيم دلوقتى ولاجئين ممكن يبقوا أبطال
أكيد بأمر الله
طب يا ماما ليه منطقة الشام هى اللى بيحصل فيها كل ده؛ هل ممكن برضو يكون فى حكمة فى كده
سؤال ممتاز؛ تعالى نجتهد ونفكر سوا؛ انت فاكر لما اتكلمنا عن يوم القيامة وقلتلك إن أغلب الأرض هتدمر ماعدا منطقة أرض الشام؛ وان أهلها هيخوضوا ملاحم اخر الزمان؛ وكتير من علامات اخر الزمان هتحصل فى المنطقة دى
أيوة فاكر؛ يبقى ممكن بقى اللى بيحصل لهم ده كله تمهيد لحاجة مهمة والله أعلم
غريبة حاسة انى سمعت الجملة دى من شوية
خلاص يا ستى اقتنعت عندى بس سؤال اخير هو احنا ممكن يحصل لنا كده عشان نكون اقوى ونستحق النصر
الله أعلم ايه اللى ممكن يحصل لنا أو لأى بلد تانية؛ احنا بنحاول ونجتهد عشان نفهم حكمة ربنا من أى شدة تقع؛ المهم اننا نثبت ويكون جوانا يقين بأن الخير هو ما أراده الله وشاء
ولا ننسى واجبنا نحو أى مسلم يحتاج المساعدة والدعاء
وأخيرا أختم نقاشى بكلام رائع للشيخ محمد صالح المنجد عن فوائد الشدائد؛ يقول الشيخ:
من فوائد الشدائد أنها تربي جيلا جديدا، جيل المحنة المؤهل للنصر لأن الجيل الذي قبله أفسده الذل والطغيان ولربما يكون في بعض البلدان والأماكن والأزمان أفسدته الميوعة والانحلال والمعاصي والترف فلا يكون أهلاً للنصر فيبتلي الله المسلمين بالشدائد قد تطول سنين لكي تذهب آثار الميوعة والانحلال والانحراف فيخرج بعد ذلك خلقا آخر أو يكون من بعده جيل آخر يكتب الله الفتح على أيديهم.
تعليقات
إرسال تعليق