بقلم: المستشار عبدالكريم مقلد
فاختلاف الأوصاف لا يعنى اختلاف الشخص ، فقد تتعدد الأوصاف للشخص باختلاف الحدث والمحل وسنستعرض بمقتطف وعناوين البيان أوصاف الخضر عليه السلام وكيف كان هو ذاته البطل في كثير من القصص القرآني فقد كان هو مؤمن صاحب الجنتين وهو ذاته مؤمن آل فرعون وهو ذاته رجل أقصا المدينة وزوج ماشطة ابنة فرعون بجانب مشهور قصصه مع سيدنا موسى عليه السلام والمفاجئة الكبرى أن الخضر هو لقمان الحكيم الخضر عليه السلام.
كان رجلا مؤمنا من مصر تتبع خطى الشجرة الإبراهيمية في الشام ومكة وآمن برسالة سيدنا يوسف عليه السلام التي كانت سائدة وحاكمة لشعائر العبادات والمعاملات في زمن عصره وكان مزارعا بارعا وكان يلقم ويلقح الزروع والفواكه .... ، شارك صديق له على رعاية بستان له على ضفاف خليج السويس في سيناء وكان يرتحل من وقت لآخر لزيارة زوجته وأولاده في منطقة موانئ الجلالة والسويس في المدينة البحرية حيث توطن هكسوس فرعون بعد الاحتلال للقطاع الشمالي الشرقي من البلاد ..... ، إلى أن أدب الله صاحب الجنة بأخذ جنته بعد كفره وقد جاهده بالنصح الخضر عليه السلام ثم تاب وأناب صاحب الجنة ثم مات على التوبة والإيمان وقد استودع ماله وولده لصديق عمره الخضر عليه السلام تاركا له يتيمين فصحبهما الخضر عليه السلام معه وتكفل بهما في بيت لهما في المدينة في منطقة السويس ، ثم عمل الخضر عليه السلام راعي لفناء وبستان القصر في بيت فرعون تعبيدا كغيره بالقوة وكان يسرج القصر ليلا ويحطب الخشب فيه .....، إلى أن رجع يوما فوجد زوجته وأولاده قد قتلوا حرقا بالزيت المغلي بعد أن نطقت زوجته ماشطة ابنة فرعون بالتوحيد وتمسكت به على فلذات أكبادها ، وقد تنصل القصر من جرم قتلها بذريعة الادعاء فيها بالسرقة ، فما كان منه إلا أن كظم وكتم إيمانه مع شهيق حزنه وتجلد بصبر الأنبياء والمرسلين في النوازل ،..إلى أن أدرك وسمع نجوى القصر ليلا بمؤامرة قتل سيدنا موسى عليه السلام فما كان منه إلا أن أسرع من أقصا المدينة حيث كان القصر ونبهه ونصحه بالخروج .....، وتمر السنين والسنين وقد خرج سيدنا موسى عليه السلام الخروج الأول ويمكث في مدين عشر سنين ويعود لمواجهة فرعون ....، ويأتي دور الخضر عليه السلام في مرحلة الجهر بالدعوة في قوم فرعون كما جاء وصفه بمؤمن آل فرعون مدافعا عن سيدنا موسى عليه السلام ورسالة التوحيد .......ثم يأتي زمن خروج سيدنا موسى عليه السلام ويصطحب بني إسرائيل حيث الخروج الثاني ويخرج في عقبهم الخضر عليه السلام لينبه سيدنا موسى عليه السلام بخروج فرعون في عقبه ومعه جانب من جيشه ، إلا أن الركب كان أسرع مته ولا يدرك من المشهد إلا أن كان أول من رأي جسد فرعون مجندل بعد غرقه ليشفي الله صدره مما فعله مع زوجته وأولاده .....
وتمر الأيام والسنين كما جاء من قصص وأحداث لبني إسرائيل ....إلى أن يجيئ زمن التيه .....وجاء الوجد واللقاء بعد الفقد بالإشارة الربانية عند مجمع البحرين ويتقابل سيدنا موسى والخضر عليهما السلام ويذكره ويتذكره وقد جرى العمر في الوجنتين من أداء التكليف ...ثم يأتي الدرس ويأتي قتل نفس الغلام وهو ابن شقيق الخضر والذي كان عن لقاء وموعد معه لا عن بحث وفقد ، ثم خرق السفينة لحمايتها من الملك الغاصب ثم الجدار في البلد الخبيث أهلها ...، ثم يأتي البيان لما لم يستطع عليه سيدنا موسى عليه السلام صبرا ، فقد احيا الله الغلام بعد قتله استتابة من كفرة ، على كان من أمر شريعة سيدنا موسى عليه السلام في أمر عبدة العجل وصعقة الطور وقد احياهم الله بعد موتهم فالزكاة في وصف التبديل لا تأتي إلا في حال أصل الشيء ، أما الغلام فقد كان ابن أخيه والذي وعظه في سورة لقمان وما كان من عظه فكانت في خلق الغلام ، ثم يأتي البيان في خرق السفينة لما كان ورائهم من ملك يأخذ كل سفينة غصبا فقد كانت حرب التحرير الكبرى بقيادة الملك أحمس فقد كان مجتمع الهكسوس ليس مجرد بعض الجند الذي غرق مع فرعون بل كانت هناك حياة اجتماعية وسياسة وعسكرية مثلت البقية منه غالبيتهم عن من غرق ولما كانت حرب التحرير فرض احمس حصار بري وبحري وكان يلاحق فلول الهكسوس في البحر فيغرقهم بسفنهم لذلك كان خرق السفينة حتى لا تؤخذ سفينة المساكين غلابا دون ذنب .....، ثم يأتي الجدار الذي كان لليتيمين واللذان تولى كفالتهما وقد كان من ابيهم التوبة والإنابة بعد ما كانت الآية في جنته ..... ، ويفترق كل من سيدنا موسى والخضر عليهما السلام على خير وشهادة وإيمان ، ويعود الخضر عليه السلام للضفة الغربية من الخليج وقد تحررت البلاد والعباد وقد ذاع سيطه لما كان من مواقفه الصلبة في نصرة الحق وما وقع عليه من ظلم فقربه إليه الملك أحمس والذي كان صغيرا فكان الخضر عليه السلام له بمنزلة سيدنا يوسف عليه السلام من ملك عصره فكان مستخلصا مكين حفيظ عليم وناب عن الملك في حكم جنوب مصر ، والمقاربة في شخصيته في علم المصريات بالوزير " سني " ، ...... فذلك هو الخضر عليه السلام وذلك تأويل ما لم يحاط به خبرا .
تعليقات
إرسال تعليق