القائمة الرئيسية

الصفحات

"احترام حق الدولة الاسرائيلية "

"احترام حق الدولة الاسرائيلية "

كتب : المستشار عبد الكريم مقلد 

فلاشك ان هذا الحق الذي تقرر ظلما ليهود المهجر من مختلف دول العالم بقرار الأمم المتحدة فرضا لواقع سطوة القوى العظمى ، وقد نشأ هذا الاستحقاق نتيجة لعقيدة مدلسه في اليهودية و نصوصها الدينية والتي أبرزت الفكر الصهيوني المتطرف المختل والمحتل .
ولكن السؤال والذي يتحدث بذات المنطق إذا كان التفاعل العالمي بإقرار الوجود الصهيوني في أرض فلسطين باعتباره استحقاقا لا عدوانا ولا احتلالا وباعتبار الاحترام المصطنع لجذور العقيدة اليهودية في هذا الاستحقاق مع الاخذ في الاعتبار ايضا عدد اليهود او الصهاينة بإختلاف المقاصد في وصف كل منهم والذي لن يزيد بنسبة مئوية في عدد سكان العالم عن بضع كسور عشرية مئوية من الإجمال الإحصائي لسكان العالم

فإذا كان الاعتراف بهذا الكيان نابع من احترام جذوره الدينية فأين الإقرار العالمي في أرض فلسطين بإعتبارها ارضا لأهلها عربية في محيط عربي وإسلامي !؟ وأين احترام تلك الجذور والمنتسب إليها ما يقارب من ٤٠٠ مليون عربي وما يقارب من ٢ مليار مسلم وهوما يقارب من ثلث سكان العالم !؟
والسؤال أيضا هل الإقرار من القوى العالمية وإن لم يكن مشمول بقرار من الأمم المتحدة هل يشمل حق الصهاينة في إقامة دولتهم الدينية من النيل للفرات !؟ 

وهو أمر مشهود بأفعال الواقع وقد تم تجريف الجيوش العربية في العراق والشام واصبح الطريق ممهد على الأقل نظريا من الناحية العسكرية لنهر الفرات ولم يبقى امامهم لتحقيق واقعهم سوى صخرة الجيش المصري والمصريين .

فإذا كان الأمر بالواقع الجغرافي والتاريخي فيكفي شذوذ وجود دولة الاحتلال في محيطها الغير متجانس معها لا في اللغة ولا في الحضارة .

وإذا كان الأمر بالواقع العقائدي فيكفي احترام الاغلبية المسلمة ومعتقد وقداسة بيت المقدس في نصوص الدين الإسلامي والتي لا تقبل أي تأويل أوشك بل والمسيحية ومهد بزوغها .

لذلك فالصراع قبل ان يكون صراعا عسكريا وحربيا ودمويا فهو صراع في الاصل صراعا حضاري وديني ووجودي وهو أمر يحتاج للتسلح بالوعي والمعرفة والاتصال بحضارتنا بشكل أكثر عمقا مع الإيمان الصادق بهذه القضية الفاصلة في حياة الشعوب العربية والإسلامية.

تعليقات