تكتبه الخبير التربوي د/سهير سيد
تربية الابن على احترام الأم لا تبدأ عند الخطأ، بل تُزرع يومًا بعد يوم من خلال الأسلوب، القدوة، وحدود العلاقة.
الابن لا يرفع صوته فجأة، بل هذا السلوك غالبًا له جذور – إما في البيئة، أو التربية، أو طريقة التعامل.
---
أولًا: الأسباب المحتملة لرفع الابن صوته أو قلة احترامه
1. قد يكون شاهد والده أو أحد أفراد الأسرة يتحدث بحدة معك، فظن أن هذا طبيعي.
2. أسلوب التربية القائم على الصراخ والضرب، يجعله يعتبر الصوت العالي وسيلة للحوار.
3. الطفل يشعر بعدم التقدير، فيعبّر عن غضبه بهذه الطريقة.
4. رفاقه أو المحتوى الذي يشاهده يرسّخ فكرة أن الأم "ضعيفة" أو أن التمرد قوة.
5. عدم وجود حزم واضح منذ الصغر يجعله يتمادى تدريجيًا.
---
ثانيًا: كيف أعلّمه أن يحترمني؟
1. كوني قدوته في الحديث المحترم، حتى وقت الغضب.
لا تصرخي عليه، بل وجّهيه بحزم هادئ:
"أنا مش هكمل كلامي وإنت صوتك عالي".
"أنا أمك… ولو غضبان، لازم تختار كلماتك".
2. علّميه من الطفولة حدود الحديث معك.
من عمر 3 سنوات: لما يغضب، علّميه يقول: "أنا زعلان" بدل الصراخ.
من عمر 6 سنوات: علّميه يقول رأيه دون مقاطعة أو تحدي.
3. أثبتي له أن الاحترام لا يعني الضعف، بل القوة الحقيقية.
امدحيه لما يختار أسلوبًا محترمًا، حتى لو كان غاضبًا.
"أنا فخورة إنك تكلمت باحترام حتى وأنت مش موافق."
---
ثالثًا: أمثلة حسب العمر وكيفية التعامل:
مثال 1: طفل 4 سنوات يصرخ بوجهك عند رفض طلبه
الحل: انزلي لمستواه، انظري في عينيه، وقولي: "أنا عارفة إنك زعلان، بس مش هقبل تصرخ علي. لما تهدأ هاسمعك."
الهدف: تعليمه التعبير بدون صراخ.
---
مثال 2: طفل 8 سنوات يرد بحدة "ما تقوليش أعمل إيه!"
الحل: قفي بهدوء وقولي: "طريقتك دي مش مقبولة. لما تبقى محترم في كلامك، نتكلم."
بعدها، لما يهدأ، افتحي نقاش: "إيه اللي ضايقك؟ ازاي كان ممكن تقوله بأسلوب أرقى؟"
---
مثال 3: مراهق 13 سنة يرفع صوته أو يقول "سيبيني في حالي!"
الحل: لا تجاريه بالصراخ، بل قولي: "أنا موجودة علشانك… لما تكون جاهز تتكلم باحترام، أنا هنا."
ثم لاحقًا: اجلسي معه بهدوء:
"أنا أمك، مش عدوك. أنا موجودة بحب، بس مش هقبل إهانة."
قدّمي الاحترام أولًا، ووضحي أن العلاقة قائمة على الودّ والحدود.
---
نقاط ذهبية للحل والتربية الصحيحة:
لا تسمحي بالتعدي اللفظي، حتى لو لم تكن نيته سيئة.
لا تردّي الإهانة بإهانة، بل قفي عندها بهدوء.
اجعلي البيت بيئة حوار، مش ساحة صراخ.
لا تنسي الدعاء له في كل صلاة:
"اللهم اجعل ابني من البارين، اللهم ازرع في قلبه الهيبة لي والرحمة عليّ، واجعلني له سكنًا وهداية."
تعليقات
إرسال تعليق