القائمة الرئيسية

الصفحات

دجال العصر 


بقلم / عبدالكريم مقلد

نلاحظ من خلال متابعة وسائل التواصل وعالم الإنترنت والذي فرض هيمنته على ثقافة المجتمع بلحن القول دون اي سند علمي يرجى لها من إتباع لكثير ممن تصدر المشهد ، وقد خلت تلك الأفواه من أي منطق إيماني أو منطق علمي سواء كان في العلوم التطبيقية أو التاريخية أو السياسية والرياضية بل حتى الدين أصبح يقال فيه بالرأي ، وكل هذا الأبواب اصبحت مطية لكل رويبضة يتبع فيها الناعر ما تشابه ابتغاء الفتنة باحثين عن مجد الشهرة والإشارة بالبنان إليهم ، حتى ولو كان هذا على حساب الثوابت والعادات والتقاليد ، وما ترعرعت تلك الآفات إلا بغياب الوعي الحقيقي عند المتلقي نتيجة عوامل تجريف ثقافي وحضاري في رواسخ المستقر عليه في وجدان الأمة ، وقد أجمل سيدنا علي رضي الله عنه أحوال الناس حينما قال " الناس ثلاثة إما عالم رباني وإما مجتهد على سبيل النجاة وإما همج رعاع يميلون مع كل ميلة "

فقد تربيت مع الكثير من الأجيال على صوت فضيلة الشيخ محمد متولي الشعرواي وعلى صوت المفكر الكبير الدكتور مصطفي محمود، وغيرهم 

ثم طفت على السطح بعد هذا الجيل العظيم ، أراء ككير وخبث الحديد ، فسموا الزنا مساكنة ، وسموا غيرة الرجل رجعية ، وسموا تحرر المرأة حرية ، وسموا الدين ثقافة ، وغابت التربية عن التعليم ، وغاب التعليم عن الوعي ، وغاب الوعي بغياب القدوة 


كما كنا تربينا على الصورة الجميلة للحارة المصرية وصورة رجالها بمشهور المروءة عنهم كما كان في مسلسل ليالي الحلمية وفتوة حارتها شخصية زينهم السماحي ومسلسل ارابيسك وفتوة حارتها شخصية حسن ارابيسك ...... وغيرها

من صور الابداع الفني التي كانت تحمل معاني تربوبية بطابع عادتنا وقيمنا الجميلة ، إلى أن نسخت هذه الصورة بمسخ أفلام ومسلسلات العشوائيات والبلطجة.

وما هذه إلا أمثلة على ما كنا عليه من زمن قريب لا يتجاوز عمر جيل حاضر تلوثت ثقافته وفكره بمحدثات العصر والتي أساءت إلي عقولنا وسمحنا لها بالنفاذ إلى قلوبنا وعقائدنا وتقاليدنا دون تفنيد لها.

فكان لكل جيل رجاله وقدوته وصوته الذي شكل وجدان وعقيلة وثقافة هذه الأمة والتي حفظت ميزان وسطيتها ودينها وفكرها ....

تعليقات