من بنى الحضارة المصرية والأهرامات

كتب : عبد الكريم مقلد

هذا السؤال دائما ما نجد له إجابة في الآونة الأخيرة عند الكثير مما لديهم قناعة بعدم مصرية الأيدي العاملة لهذه الحضارة ولعل السبب في ذلك يرجع لعظم بناء هذه الحضارة وصمودها في شموخ التاريخ

ودائما ما يبحثون عن غموض الأساطير لتسبيب بنائها فبعضهم يرجع نسبتها إلى الكائنات الفضائية من خارج الأرض التي ليس لها وجود ، وبعضهم يرجعها إلى الجن ، وبعضهم يرجعها إلى حضارات أخرى كقوم عاد أو ثمود أو اطلانتس ، كما أدعى الصهاينة واليهود وغيرهم ..... نسبة بناء الحضارة المصرية ، والعامل المشترك بين هذه الآراء هو محاولة قطع النسب بين المصريين وحضارتهم ، والحقيقة أن كل هذه المحاولات الضبابية ليس لها أي قوة على أرض الواقع في ضوء الثابت من ميراث المصريين القدماء والذين قاموا بتدوين حضارتهم بالكتابة المصورة ، ونناقش بعض هذه الادعاءات الباطلة

أولا

"""" الادعاء ببناء الكائنات الفضائية الحضارة المصرية """"

والحقيقة أن نسب علوم الحضارة المصرية وكافة العلوم التي ظهرت في الأرض ما هي إلا بمدد السماء فلا يوجد كائن خلقه الله تعالى أكرم من الإنسان وقد تولى علمه بذاته سبحانه فقد قال الحق سبحانه [ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (31) قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ (32) قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ (33) ] سورة البقرة

فلا يوجد مخلوق تلقى من الحق سبحانه العلم ويتفوق عليه غيره

ثانيا

""""" الادعاء ببناء الجن للحضارة المصرية """""

وهذا الادعاء لا يثمن ولا يغني من جوع فلو كانت الجن من أهل بناء الحضارات لتركت لنا وقد كانت قبل البشر ما يدل عليها والقول بأنهم كانت لهم أعمال بناء وتشييد في زمن سيدنا سليمان عليه السلام فالحقيقة أن عمل الجن والشياطين في هذا الباب كان تحت إشراف وتوجيه وتعليم سيدنا سليمان عليه السلام فإذا كانت الملائكة وهي في رتبة أعلى في الخلقة والقدرة كانت تتلقى العلم من سيدنا آدم عليه السلام فما البال بعالم الجن وقد نزعت منهم الخلافة في الأرض بعد فسادهم وطغيانهم

ثالثا

"""" الادعاء ببناء الحضارات الأخرى للحضارة المصرية """"

فهذا الادعاء أيضا ادعاء مرسل فلو قامت إحدى الحضارات ببناء الحضارة المصرية فهذا يعنى احتلالا منها لمصر لآلاف وقرون السنين من غير أهلها ومعلوم مصرية الأرض في عصر الأسرات ومعلوم مصرتيهم ، بجانب أنه لو كان ذلك فهذا يعنى نقلا حضاريا وثقافيا وعلميا من تلك الحضارات إلى أرض مصر وهذا قولا أيضا ليس له أي صورة من الحقيقة لكون الحضارة المصرية منفردة في علومها وتشييدها في كل تفاصيلها المعمارية وإلا كان لها مثيل نوعي وكمي ، بجانب أن تلك الحضارات قد ابيدت بعذاب الله لطغيانهم وشركهم بالله كما ورد في الذكر الحكيم فيما خبرنا عنه لذلك فالادعاء بها ادعاء واهي

رابعا

"""" الادعاء ببناء اليهود للحضارة المصرية """"

وهذا من أوهى الادعاءات فقد كانت وفادة بني إسرائيل لمصر في زمن ملوك مصر وزمن سيدنا يوسف عليه السلام والفارق الزمني بينه وبين سيدنا موسى عليه السلام ما بين اربعة لخمسة قرون على الأكثر وكانوا في معظمها منذ توطينهم في مصر من علية القوم وذلك لشرف النبوة والكرامة فيهم بسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف عليه السلام لذلك لم يكن منهم أيدي عاملة ماهرة في فنون التشييد والبناء والأصل فيهم أنهم كانوا يرعوا الغنم في بادية الصحراء ، ولو كانوا هم من قاموا بالبناء لنقلوا علوم ما تعلموا في أرض المقدس في زمان صلاحهم ولنقلوا ما توارثوه بعد شتاتهم ولكن ليس لهم أي أثر تاريخي يذكر في أعمال التشييد كما أن عصر اضطهادهم من فرعون الهكسوس في زمن سيدنا موسى عليه السلام لم يتجاوز المائة عام وهي مدة لا تبلغ في زمن قيام الحضارة المصرية شيء يذكر ، كما أن أماكن تواجدهم في مصر لم تتجاوز الجانب الشرقي من وادي النيل مع جانب خليج السويس من الصحراء الشرقية ، أي أنهم يقينا ليس لهم أي يد في بناء الأهرامات والمقامة في الصحراء الغربية بجانب أن معظم البناء الحضاري خاصة في مصر العليا في صعيد مصر عموما من معبد الكرنك وكافة المعابد من أسوان حتى الأقصر فلم يكن لهم في أماكن بنائها أي وجود أو أثر تاريخي يذكر نهائيا .....

"""" بقلم / عبدالكريم مقلد """"