بقلم : عبدالكريم مقلد
فمن أكثر القضايا المعاصرة التي أرهقت شباب العصر هي معوقات طلب الزواج ، ولا يقتصر الأمر فقط على القدرة المالية والأحوال الاقتصادية ، بل إن المشكلة تحتوي على أبعاد اجتماعية لا تقل عن حجم مشكلة ظاهرة الطلاق ، والتي انطلقت في تزايد مخيف تزامنت مع بدء الانفتاح المعلوماتي في عصر الإنترنت ، وما أحدثه من متغيرات في ثوابت أعرافنا وتقاليدنا بل و التشكيك في الثوابت الشرعية التي حفظت الأسرة والمجتمع.
ومن أكثر ما أجهد الشباب هو التماسهم سبل الحياة بعيدا عن مدد السماء من الحق سبحانه الذي يتفضل على العبد بهداية التوفيق والرشاد من أقصر الطرق ، وذلك إذا ما أخذ العبد بالأسباب وتوكل بالاستعانة على رب الأسباب ، وإليكم بعض هذا الأبواب التي وردت في الذكر الحكيم.
الباب الأول " الاستغفار "
قوله تعالى [ فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا (10) يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا (11) وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا (12) مَّا لَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا (13) ] سورة نُوح
وقال العلماء أقل الكثير في الذكر ما بين السبعين والمائة في اليوم.
الباب الثاني " الاستعفاف "
قوله تعالى [ وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ ] سورة النور
وأوضح الهدي النبوي أن من الاستعفاف الصوم ، كما ورد في الهدي النبوي أن المستعفف الذي يريد الزواج هو من ثلاثة حق على الله عونهم.
الباب الثالث " الدعاء "
في قوله تعالى [ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ (24) فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ (25) ] سورة القَصَص
فلما توجه سيدنا موسى عليه السلام بهذا الدعاء إلى الحق سبحانه جاءه من الله الإجابة والفاء في "َجَآءَتۡهُ " تفيد التعقيب والسرعة
الباب الرابع " حسن الإختيار "
في قوله تعالى [ وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (221) ] سورة البَقَرَة
وفي قوله تعالى [ وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ (32) ] سورة النور
وكما ورد في الهدي النبوي " ..... فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، فلا غنى ولا حسب ولا نسب ولا جمال إلا بالتقوى .
فعلى كل طالب لهذا الباب مراجعة حاله ونيته في أمر الزواج فما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل .
تعليقات
إرسال تعليق