القائمة الرئيسية

الصفحات

كتب : عبد الكريم مقلد

فالوطن لغويا هو من توطين الشئ وهو تسكينه سكونا يمتزج مع طبيعة المحل فيه ، لذلك فلا يقتصر الأمر على مشهور المعروف عنه بالحدود الجغرافية بل يشمل أيضا عمق الحدود التاريخية التراثية والحضارية ، ومنها ما هو مكتسب ومنها ما هو أصيل بالميلاد ، ومن أركان مفهوم الوطنية العقيدة والعادات والتقاليد المكونة لمفهوم الأمة ، أما ما كان مكتسب فيحتاج للتلقين إما بالتعليم ونشر الوعي وإما بالتثقيف الذاتي ، لذلك فالوطنية لا يقتصر معناها على مواطنة الميلاد فقط ولو قلنا بذلك فقط فهذا مفهوم سطحي ، وأقصى ما يمكن لحاملها أن يستخرج شهادة ميلاد من الأحوال المدنية و بطاقة رقم قومي ، وحتى يكتمل مفهوم الوطنية في المواطن لابد من توطين عدة أركان فيه لا تنفك عن ماضيه وحاضره ومستقبله بعمق الأصالة الدينية إسلامية كانت أو مسيحية ، وبعمق إمتداد الأعراف والتقاليد بعمق القومية المصرية العريقة في تفردها ، وبعمق إمتداد عروبتها وجهادها التاريخي والحربي ، وتوثيق حاضرها بتاريخها في القلوب قبل السطور ، ولما لا وقد كانت مصر كلمة قرآنية قديمة بقدم الله الأزلي والحي والدائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد خص الحق سبحانه أرض مصر بما لم تختص غيرها في البلاد ، وكفاها فضلا أن كانت محلا لتجلي نور وجه الله تعالى عليها تجليا اكتسبت به رداء من كبرياء الله وعظمته ، فعظم الحق سبحانه ذكرها ، وجعل أهلها في رباط إلى يوم الدين ، ونسج من هذا الرداء عقيدة خير أجناد الأرض ، وقد قالها الحجاج بن يوسف الثقفي وقد فطن قدر مصر حين قال ""مصر صخرة في جبل كبرياء الله من أرادها بسوء قسمه الله ""
بقلم / عبدالكريم مقلد

تعليقات